عقب فوز رحبت به أوروبا، خطا الوسطي ايمانويل ماكرون أمس خطواته الأولى كرئيس فرنسي منتخب استعداداً لمعركة انتخابات تشريعية مصيرية في بلاد منقسمة.
وقبل أن يتسلم سلطاته الأحد، شارك أصغر رئيس في فرنسا (39 عاماً) وأحد أصغر القادة سناً في العالم، أمس، إلى جانب الرئيس الاشتراكي المنتهية ولايته فرنسوا هولاند في إحياء ذكرى انتصار الثامن من مايو 1945.
وقال هولاند الذي ينهي ولاية من خمسة أعوام تراجعت فيها شعبيته بشكل قياسي، أنه يشعر "بتأثر بالغ" مع استعداده لتسليم السلطة لماكرون الذي يتزعم حركة "إلى الامام" التي أوصلته إلى الحكم.
وقد أقر ماكرون الذي حصل على 66،1% من الأصوات، وبات يريد جمع "التقدميين الجمهوريين"، الأحد، بأنه لم يتلق "شيكاً على بياض" من الناخبين بعد انتخابات تميزت بامتناع قياسي عن التصويت ونتيجة تاريخية لليمين المتطرف (33،9%).
وتنتظر ملفات كبيرة ماكرون: التصدي للبطالة المزمنة (10%)، ومواجهة التهديد الكبير للإرهاب، وإنعاش أوروبا ضعيفة. وينوي التوجه أولا إلى برلين، كما يقول المحيطون به.
وسيكشف ماكرون الذي قام بحملته حول موضوع "التجديد السياسي"، في الأيام المقبلة أيضاً اسم رئيس وزرائه وتشكيلة الحكومة، اللذين يعتبران من أولى المؤشرات إلى رغبته في رص الصفوف.
واستقال الرئيس الجديد أمس من رئاسة حركته السياسية "إلى الأمام" التي بات اسمها "الجمهورية إلى الأمام" استعداداً للانتخابات التشريعية في 11 و18 يونيو والتي تبدو مصيرية.
وقالت الحركة إنها ستعلن يوم الخميس عن مرشحيها للانتخابات التي تعد مفتاح منح ماكرون أغلبية حاكمة.
وبين الامتناع عن الاقتراع (24،95%) وعدد تاريخي من الأوراق البيض والملغاة (أكثر بقليل من أربعة ملايين)، رفض واحد من كل ثلاثة فرنسيين الاختيار الأحد بين المرشح الوسطي ومرشحة اليمين المتطرف.
وأشاد القادة الأوروبيون بفوز ماكرون معربين عن ارتياحهم في مواجهة تصاعد التيار القومي.
وهنأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اتصال هاتفي أمس ماكرون بفوزه في الانتخابات الرئاسية، حيث يعتزم الوقوف جنباً إلى جنب مع الرئيس الفرنسي الجديد في مواجهة التحديات المشتركة. فيما دعاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "إلى تجاوز انعدام الثقة المتبادل".
ويجتمع أكبر حزبين تقليديين في اليسار (الاشتراكي) واليمين (الجمهوريون) لتجاوز انقساماتهما والاستعداد للثأر.
بدوره، دعا زعيم اليسار الراديكالي جان-لوك ميلنشون الفرنسيين إلى أن "يرصوا صفوفهم" تمهيداً للانتخابات التشريعية لمواجهة الرئيس الجديد.