أكدت ندوة نظمتها لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عبر الإنترنت أن الانتخابات الرئاسية في إيران ليست حرة ولا نزيهة وخاصة في ظل الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة التي يعيشها نظام الملالي.
وأكد كل من السفير جوليو تريزي وزير الخارجية الإيطالي السابق، ومحمد محدثين رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس المقاومة الإيرانية خلال ندوة "الانتخابات الإيرانية الآفاق والعواقب" أن نتائج الانتخابات ستجعل النظام في طهران أضعف وأكثر تصدعاً.
وأكد السفير. تيرزي، فشل النظام الإيراني في حل أي من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في البلاد على الرغم من الاتفاق النووي بين إيران والغرب، وأضاف أن التعاون الاقتصادي مع إيران "يتنافى مع ضرورات وغايات الغرب".
وشدد الدبلوماسي الأوروبي البارز على أنّ أي تعاون من هذا القبيل لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعم طهران للأنشطة الإرهابية في المنطقة، مع تمكين قوات الحرس الثوري الإيراني. وأكد "لا ينبغي التوقع بحصول تحول كبير في سياسات طهران بعد الانتخابات".
ونبّه السيد محدثين المشاركين بالقوة المحدودة التي يتمتع بها أي رئيس في ظل نظام ولاية الفقيه في إيران، وشدّد على أن "أي تدفق للأوضاع في نظام الملالي هو في يد المرشد الأعلى علي خامنئي، ومكتبه، والحرس الثوري الإيراني ".
وأوضح: "الانتخابات في نظام الملالي هي تقاسم السلطة بين مختلف الأجنحة في النظام الوحشي. بل هو أيضاً مشاركة مختلفة الأجنحة في نهب ثروات الشعب الإيراني".
ووفقاً لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فإن جميع أجنحة النظام تتفق تماماً مع بعضها البعض عندما يتعلق الأمر بالسياسات الرئيسية للنظام، أي القمع في الداخل، وتصدير الإرهاب، وكذلك انتشار أسلحة الدمار الشامل".
وقال محمد محدثين في حديثه عن خلفية اثنين من المرشحين الرئيسيين، أن إبراهيم رئيسي كان أكثر الأشخاص وحشية وأكثرهم قسوة في "لجنة الموت" المسؤولة عن مذبحة 30000 سجين سياسي عام 1988. وأضاف "أن أعلى رصيد له في النظام هو وحشيته، لا سيما في إبادة المعارضة، وعلى رأسها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية".
كما أن الرئيس الحالي روحاني عمل في مراكز صنع القرار في النظام منذ بدايته، وشارك في قمع الانتفاضة الشعبية في عام 2009 ونفذت في ولايته أكثر من 3000 عملية إعدام، كما قدّم دعماً لا هوادة للديكتاتور السوري بشار الأسد.
وتابع يقول: "الفرق بين روحاني ورئيسي هو أن روحاني، جمع بين الوحشية والخداع".
وأكد السفير تيرزي "الفكرة القائلة بوجود معتدلين ومتشددين هنا في المشهد السياسي الإيراني أمر خاطئ. إنها صورة غير حقيقية لأسباب سياسية واضحة، وطهران ومناصروها أشاعوا هذه التصورات الخاطئة، وأدت إلى فضائح سياسية كارثية. جميع الإدارات الأميركية المتلاحقة منذ عام 1979، فضلاً عن العديد من دول الاتحاد الأوروبي قد تابعوا بطريقة أو بأخرى هذا السراب وكانت النتائج هي نفسها".
وقال محدثين في حين أن خامنئي لديه سلطة "هندسة الانتخابات"، إلا أنه يمارسها إلى حد لا يؤدي ذلك إلى الاقتتال الداخلي بين مختلف الأجنحة ولا يؤدي إلى إثارة انتفاضة تشكل تحدياً خطيراً للنظام برمته.
وأضاف: "قدم خامنئي رئيسي مرشحاً رئاسياً للمضي قدماً في خط انكماش النظام لتثبيت سلطته الموحدة، لأنه يرى أن ذلك يحسن فرص بقاء النظام، وإذا نجح وتمكن من القيام بالهندسة اللازمة، وخرج رئيسي رئيسا للجمهورية، سيكون لهذا النظام قاعدة أصغر بكثير، كما أن مثل هذه العملية الجراحية سيكون لها انشقاقات في داخل النظام، وزيادة السخط. إن المجتمع الدولي سيعرف بشكل أفضل أن الإصلاحات والاعتدال سراب على الإطلاق".
إلا أنه أضاف: "إذا فشلت هندسة خامنئي، فإنها ستكون ضربة كبيرة لهيبته داخلياً، وستتصاعد الصراعات داخل النظام، وسيكون خامنئي في وضع أضعف لاختيار خليفة. في هذه الحالة، على الرغم من أن خامنئي يمكن أن يحاول تصوير روحاني كمرشح أكثر قبولاً للمجتمع الدولي والحصول على امتياز بهذه الطريقة، ولكن ضعفه سيتسبب في تصعيد الأزمة بين الأجنحة حول تقسيم السلطة. عند هذه النقطة يصبح غياب علي أكبر هاشمي رفسنجاني أكثر وضوحاً وقمة تشتت وسيواجه النظام أزمة كبيرة".
واختتم محدثين حديثة بالقول: "إن خيارات خامنئي هي بين السيء والأسوأ. هذا هو الواقع الذي يجب عليه التعامل معه. وهذا وضع جديد تماماً يجعل النظام أقرب إلى سقوطه".