أجمعت وسائل الإعلام الفرنسية أمس الخميس على أن المناظرة التلفزيونية التي جرت مساء أمس الأول بين إيمانويل ماكرون ومارين لوبين المرشحين إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية كانت حادة أكثر من اللزوم وأنها لم ترق إلى مستوى المناظرات التي كانت قد حصلت خلال العقود الماضية. وفوجئ كل المحللين السياسيين بالطريقة التي تعاملت من خلالها مرشحة اليمين المتطرف لوبين مع ماكرون مرشح حركة " إلى الأمام". فقد اتهته طوال المناظرة بأنه مرشح خاضع للعمولة وأوساط المال وأوروبا والمهاجرين والمسلمين على حساب المصلحة الوطنية. بل ذهبت إلى حد الإيعاز بأنه قد يكون لديه حسابات مصرفية في ما يسمى " الجنان الضريبية" الأمر الذي نفاه ماكرون. ونظرا لأن وسائل التواصل الاجتماعي أسهبت خلال اليومين الأخيرين في الترويج لهذا الطرح، فإن إيمانويل ماكرون المرشح المستقل قدم أمس الخميس شكوى قضائية ضد الأطراف التي تسعى إلى الترويج إلى هذه المعلومات الكاذبة.
كما أخذ المحللون السياسيون على مارين لوبين عدم الرد على الأسئلة التي طرحها عليها الصحافيان اللذان كلفا بإدارة المناظرة والاكتفاء بمهاجمة إيمانويل ماكرون وارتكاب أخطاء كثيرة في الأرقام التي كانت تستشهد بها حول عدد من المواضيع التي طرحت خلال المناظرة وأهمها الملفات المتعلقة بالاقتصاد. ولوحظ أن مارين لوبان حملت معها إلى المناظرة التي شاهدها أكثر من 16 عشر مليون شخص ملفات كثيرة. وكانت تعود إليها بشكل منتظم مما جعلها تبدو غير واثقة من نفسها.
وقد خلصت كل عمليات الاستطلاع الرأي التي أجريت بعد المناظرة التي استمرت ساعتين وعشرين دقيقة إلى أن إيمانويل ماكرون مرشح حركة " إلى الأمام " مؤهل أكثر من مارين لوبان ليكسب الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد غد الأحد. وأفاد أحد هذه الاستطلاعات أن 12 عشر بالمائة من ناخبي مارين لوبين غير راضين تماما عن أدائها.